د زينب عبد البديع تكتب: دور المضادات الحيوية في مقاومة البكتيريا
باحث تحليل جيني – معهد بحوث الصحة الحيوانية
تعتبر المضادات الحيوية أدوية فعالة تُستخدم لمكافحة العدوى البكتيرية. تعمل هذه الأدوية على إبطاء نمو أو قتل البكتيريا التي تسبب الأمراض المختلفة . ومع ذلك، يمكن للبكتيريا أن تتطور بمرور الوقت وتكتسب مقاومة ضد المضادات الحيوية، مما يجعلها أقل فعالية أو تمامًا غير فعالة. يطلق على هذه الظاهرة اسم “مقاومة البكتيريا للأدوية”، وتُعد من أهم التحديات التي تواجه الطب الحديث
هناك عدة طرق يمكن أن تتبعها المضادات الحيوية لمكافحة البكتيريا وإبطاء نموها أو تدميرها تمامًا منها
1 – تثبيط جدران الخلايا البكتيرية:
بعض المضادات الحيوية تعمل عن طريق تثبيط تكوين جدران الخلايا البكتيرية. تمتلك البكتيريا جدرانًا خارجية تحافظ على شكلها وتحميها. عندما تمنع المضادات الحيوية تكوين هذه الجدران، تصبح البكتيريا أكثر عُرضة للضرر وتصبح أقل قدرة على البقاء على قيد الحياة.
2- تثبيط البروتينات البكتيرية:
تقوم بعض المضادات الحيوية بالتثبيط المباشر لعمل بعض البروتينات الحيوية الضرورية لنمو وتكاثر البكتيريا. من خلال منع هذه البروتينات من القيام بوظائفها الحيوية، يمكن أن تتوقف البكتيريا عن النمو وتتعرض للموت.
3- التدخل في الأحماض النووية:
بعض المضادات الحيوية تقوم بالتدخل في عمل الأحماض النووية (الحمض النووي) داخل البكتيريا. هذا التدخل يمكن أن يؤدي إلى إحداث تغييرات جينية تعيق نمو وانقسام البكتيريا، وبالتالي تمنع تكاثرها وانتشارها.
4- تختار بعض المضادات الحيوية استهداف أجزاء معينة في البكتيريا التي تكون ذات صلة بوظيفة محددة. هذا يمكن أن يجعل المضاد الحيوي أكثر انتقائية في استهداف البكتيريا المرتبطة بالعدوى دون الإضرار بالخلايا الجسدية السليمة.
هناك عدة أسباب لتطوير المقاومة البكتيرية، بما في ذلك:
1- الاستخدام الزائد والسوء استخدام المضادات الحيوية: عند استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح أو زائد، يمكن أن يُفرز البكتيريا الأجيال الجديدة التي تكون مقاومة للعلاج.
2- عدم إكمال العلاج بالمضادات الحيوية: عند التوقف عن تناول المضادات الحيوية قبل نهاية المدة المحددة للعلاج، يمكن أن تبقى بعض البكتيريا على قيد الحياة وتطور مقاومة للعلاج.
3- الانتقال الجيني للمقاومة: يمكن للجينات التي تحمل مقاومة المضادات الحيوية أن تنتقل بين البكتيريا، مما يزيد من انتشار المقاومة.
بدائل المضادات الحيوية الطبيعية في الدواجن:
مع ازدياد المخاوف من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، يبحث الباحثون والمزارعون عن بدائل طبيعية لتعزيز صحة الدواجن والحد من العدوى. هناك بعض البدائل الطبيعية التي يمكن استخدامها في صناعة الدواجن والمساهمة في تقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية. ومن هذه البدائل:
1- البروبيوتيك والبادئات الحيوية: تضاف بكتيريا مفيدة مثل اللاكتوباسيل والبيفيدوباكتيريا إلى العلف لتحسين التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي للدواجن وتعزيز مناعتها.
2- البريبايوتك: هي مركبات غذائية تحفز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتحسن الهضم.
3- الزيوت العطرية والأعشاب: بعض الزيوت العطرية والأعشاب لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ويمكن إضافتها إلى العلف للمساعدة في مكافحة العدوى.
4- الفيتامينات والمعادن: تحسن تزويد الدواجن بالفيتامينات والمعادن مناعتها وتحسن صحتها بشكل عام.
5- التغذية المتوازنة: توفير نظام غذائي متوازن وصحي للدواجن يساهم في تعزيز جهاز المناعة الطبيعي لديها.
مخاطر المقاومة البكتيرية على صحة الدواجن و الانسان .
1- إذا أصبحت البكتيريا في الدواجن مقاومة للمضادات الحيوية، فقد يصبح من الصعب علاج العدوى بفعالية. قد تتطلب المقاومة البكتيرية تطوير أدوية أكثر قوة وتكلفة لمحاولة علاجها.
2- يمكن للبكتيريا المقاومة أن تنتقل من الدواجن إلى الإنسان عند تناول منتجات دواجن النيء أو غير النظيف أو بالتعامل المباشر مع الدواجن المصابة. هذا يعني أن المقاومة البكتيرية التي تنشأ في الدواجن يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان أيضًا
3- قد يؤدي تطور المقاومة البكتيرية إلى تفاقم العدوى لدى الدواجن والإنسان. إذا كانت العدوى غير قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية، فإن الحالة قد تزداد سوءًا وتسبب مضاعفات صحية خطيرة
4- ترتفع تكاليف الرعاية الصحية للدواجن والإنسان بشكل كبير
5- قد تؤدي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية إلى تقليل فعالية العلاجات الطبية الشائعة وتجعل الأمراض التي كانت علاجها سهلًا سابقًا أكثر صعوبة في المستقبل
و لذلك للتغلب على هذه المخاطر، يجب على المربيين للدواجن الالتزام بممارسات التربية الصحية والوقاية الجيدة و الامن الحيوي . كما يجب تحسين استخدام المضادات الحيوية وتحسين التوعية بأهمية استخدامها بشكل مسؤول للحد من تطور المقاومة البكتيرية. يجب أيضًا دعم البحوث والابتكارات في مجال العلاجات البديلة والمبتكرة للتغلب على هذه التحديات والحفاظ على صحة الدواجن والإنسان